الاستثمـار فـي رأس المـال البشـري الأسس النظرية وبعض التجارب العملية يعد الاهتمام برأس المال البشري قدما في علم الاقتصاد، حيث كانت بدايتـه الأولى لآدم سـميث في كتاباتـه التي تركزت على أهمية التخصـص وتقسـيم العمـل في كتابـه ثـروة الأمـم، إذ يعـد العـنصر الـبشري محـور العمليـة التنموية، ذلك أن رأس المال البشري ترجع إليه معظم النجاحات في العديد من الدول، فالعقل البشري هو الذي يبدع، ويصنع ، ويخترع ، ورأس المال البشري هو أحد أهم العوامل في تقدم أي دولة، ًويؤدي العنصر الـبشري دورا هامـا في التنمية الاقتصادية، وذلك من خلال العقول والعالة المدربة التي تتميز بالمهارة التي تراكمت عبر الزمن. ويحظى الاستثمار في رأس المال البشري بأهمية بالغة في الاقتصاد حاليا، حيـث إن الاستثمار في رأس المال البشري هو تكوين رصيد من المهارات والعقول، ونوعية راقية من العمل البشري، ويتميز هـذا النـوع مـن رأس المال بأنه يزداد بالتعليم، ومن خلال العمل الذي يؤدي دورا مضاعفا في زيادة الدخل في البلاد، وأن تـراكم رأس المال البشري يساعد على التقدم التقني، ويعد مصـدرا مـن مصـادر النمـو، كـا أن التجـارب الدوليـة سـواء في الـدول الأجنبية أو العربية تعد من أهم التجارب في تطوير الاستثمار في العـراق للاسـتفادة منهـا في الاستثمار في رأس المـال البشري بشكل يساعد على تنويع مصادر الدخل في الدولة. ويدخل في الاستثمار في رأس المال البشري عنصران أساسيان ها التعليم والصحة، حيث يُتَنَاوَل التعليم في هذا البحث، لا سيما التعليم العالي، الذي يتم من خلاله التقدم والتطوير في البلاد، وقد تُعُرِّف على بعـض تجـارب. دول مختارة لمعرفة مدى التطور فيها من ناحية الإنفاق على التعليم العالي، وتأثره عـلى الـدخل القـومي، والبطالـة. ودخل الفرد، وذلك من خلال استخدام البيانات المتاحة وإدخالها في برنامج Ssps، وبالتالي تحليل النتـائج، حيـث تـم اعتاد تجربة كوريا الجنوبية في التعليم العالي من الدول الأجنبية، وكـذلك تجربـة الأردن في التعلـيم العـالي كدولـة عربية ومعرفة مدى التطور الحاصل في هذا المجال والاستفادة من هذه التجارب.